الثلاثاء، 17 أبريل 2012


الفنان التشكيلي اشرف طه      
                                 حاوره عبد الرزاق العطار

*برنامج المرسم الصغير له الفضل في  ولعي الشديد بالفن
*وضع  اللمسات الأخيرة لكتابين منهجيين
*اثر الإنسان ومعالمه على جدران وأزقة حبيبتي الموصل
*الفرد الموصلي البسيط هو صاحب الدور الرئيسي  في كل الإحداث التاريخية
 

    رحت استرسل في ناقلاتي للجدران في مرسمه المتواضع وأنا أسبح في ثنايا الأعمال الفنية من ألألوان والأشكال فتارة أتأمل لوحة  بالألوان المائية وتارة أخرى أتأمل أعمالا بالزيت وشهدت أيضا كوكبة من الأعمال التي نجد خلفها فنان دءوب  إلى النهوض في واقع الفن التشكيلي في نينوى
اشرف طه أتحفنا في أعماله المميزة فهو الممتلئ بالحس والفكر والإبداع فقد أعطت إعماله طابعا مميزا وبأسلوب أكاديمي غرائبي محترف بألوان ريشته وأنامله التي تتلاعب بشكل غزلي والذي منذ البداية أثر على نفسه أن يكون محرابا لفنه بل كاهنا ومتصوفا وزاهدا ليجد نفسه فيما بعد بعيدا عن زخرف الحياة الزائف والمفتعل ولينصرف الى كل ما هو رصينا ومبدع في كل مجالات وأجناس الإبداع التي عمل عليها    
بعد اللقاء القصير وتبادل التحايا بدأت سؤالي
 
بداياتك مع الرسم؟

 *  قبل إن أخبرك ببداياتي مع الرسم سأخبرك ببداياتي واهتماماتي  بالفن كيف كانت
كنت تلميذا في الابتدائية عندما كنت في طريقي إلى المدرسة يستوقفني دكان في منطقة الساعة يعمل جراخ أي كان ينحت الخشب على شكل عواميد كانت ستهويني هذه المهنة وهذه الطريقة في صناعة الإشكال من قطعة صماء إلى شكل فني جميل  صدقني كنت أقف بالساعات أمام هذا الشخص وهو يعمل. وكان يستوقفني أيضا مصور(اراكس) الذي كان في منطقة الساعة كانت تستهويني الصور واللقطات الفوتوغرافية التي كان يعرضها في محله وكان أيضا شخصا وديعا جدا كان اسمه اينوف وكان من الأرمن وكان من الأشخاص الذين جذبوني ولفتو انتباهي الى الفن وجمال المهنة الفنية في صنع الجمال
وكانت لي محاولات في التخطيط بالقلم الرصاص وكان للأستاذ خالد جبر مقدم برنامج المرسم الصغير الفضل في  ولعي الشديد بالفن جاء من متابعتي لبرنامجه وبعض الأعمال الفنية التي كنت أشاهدها وأتأملها في محلات الإعلانات في المدينة
وبدأت في محاولات لتعلم فن الخط العربي في مدرسة الزهراء في منطقة باب الجديد حيث كانت تقام فيها دورات لتعليم الخط العربي في العطلة الصيفية


ماذا تعني لك اللوحة ؟

*    اللوحة عالم واسع وكبير جدا وكل لوحة او عمل فني مهما كان بسيطا وبغض النظر عن حجمه أو أبعاده هو عالم وكيان خاص مستقل أو بمعنى أخر هو حالة وجدانية وفكرية خاصة بحد ذاتها ولا تشبه سابقتها

أول لوحة رسمتها؟

 *    تعرفت لأول مرة على الألوان الزيتية  في مرحلة الثاني متوسط فقد منحت الألوان الزيتية أفقا جديدا في الفن فبدأت مباشرة الرسم وكنت مولعا برسم المناظر الطبيعية تارة من الخيال وتارة أخرى بالنقل والاقتباس من صورة من مجلة او من لوحة قد شاهدتها في احد الأمكنة لكن اختلفت الرؤية والتوجه بعد التحاقي في معهد الفنون الجميلة فبدأت مرحلة جديدة في الفن التشكيلي والرسم بشكل خاص فبدأت مرحلة تهذيب الموهبة وصقلها وفهم الرسم بشكل أكاديمي وصحيح
 

إلى أي مدرسة تنتمي؟

     *أنا لا أحبذ أن انتمي إلى مدرسة تشكيلية معينة لكن أين أجد نفسي
أنا احرص على أن لا أحجم نفسي واحد من خيالي وإبداعي بالعمل وفق مميزات مدرسة أو اتجاه خاص وخاصة إنني إنسان كثير التنقل بأفكاري وأعمالي

هل تقصد انك سريع الملل؟

*    ليست هي سرعة الملل لكن اشعر إنني استنفذت طاقتي وإحساسي في نقطة ما قد تكون في عمل واحد أو في سلسلة أعمال تمتد إلى العشرات من الأعمال حتى أحيانا تراني اعمل في عملين أو لوحتين في نفس الوقت في طور العمل اقصد وليست الساعة مختلفين الاتجاه مثل أعمال واقعية وأعمال تنتمي لأسلوبي الشخصي

كيف تصف أسلوبك الشخصي؟

*     في عام 1998 أقمت معرضي الشخصي الأول وكان بجهود ذاتية وبمساعدة الأصدقاء والمقربين وحقيقة كان انجازا عظيما وملحوظا في تلك الفترة على الرغم من قلة الإمكانيات وانعدام  الدعم المادي  وعدم اهتمام من الجهات المسؤولة  عن الفن في المحافظة إضافة إلى الاحتكار الفني  لبعض الأشخاص وعلما إن فناني المدينة يعانون من هذا الاحتكار إلى حد الآن .عرضت 20 عملا فنيا 10 أعمال من فن الكولاج والألوان المائية  و10 أخرى تعبيريه وتجريديه ووحشيه . فقد أخذت من كل مدرسة ثيمة خاصة  وأردت أو أحببت أن استلهم فيها فوصفني احد الأساتذة في معهد الفنون الجميلة وهو الأستاذ عبد الكريم سليم عندما قال هذا الفنان الشاب أسلوبه غرائبي 000


هل هذه مدرسة تشكيلية ؟

*     هي ليست مدرسة تشكيلية بالمعنى الحقيقي مثل السريالية والانطباعية وغيرها لكن هو توجه قد كان في نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين في الأدب الأمريكي وكان رائد هذا الاتجاه الأديب الأمريكي المعروف ادغار الان يو وحقيقة في وقتها كنت قد قرأت جميع مؤلفاته وقرأت أيضا للشاعر الانكليزي المعروف ت-س-اليوت فالغرائبية مزيج من الدادائية والرمزية والتعبيرية علما إني قد تأثرت أيضا بالتعبيرية الألمانية وبالخصوص بالرسام اميل نولدة فكان المعرض مزيج من مجموعة مدارس فنية وليست من مدرسة تشكيلية واحدة فالنسبة لي كل شئ مباح في اللوحة المهم هو توصيل الإحساس للمتلقي وبدون التقيد بأي قيد آو أسلوب كما كانت مقولة الفنان الرائع أستاذي وصديقي وصاحب الفضل الكبير علي وعلى فني هو الفنان التشكيلي المرحوم لوثر اشيو ادم كان يقول رحمة الله وضعت القواعد لكي تكسر فبتوجيهاته ونصائحه المستمرة أزدت إصرارا على عدم اسر نفسي وفني بأي أسلوب أو مدرسة فالفن حرية وإحساس فإذا فقدت الحرية والإحساس لن استطيع إنتاج فن والكثيرين قد سقطوا في شرك التقيد بمدرسة معينة أو أسلوب معين كما كان يقول رحمة الله فلنجعل الإبداع هو بصمتنا وفعلا رحمه الله قد استطاع أن يجعل الإبداع بصمته فالبعض يتهمني بنفس التهمة والبعض ينصحني مشكورا من أساتذة وأصدقاء بان اجعل لك بصمة فقلت لهم وأقول دائما شاكرا لهم إنني لن استطيع أن احدد نفسي بأسلوب معين أو مدرسة معينة بل أينما أجد نفسي سوف أكون فانا كالفراشة أحط على كافة أنواع الزهور والحدائق