الفنان التشكيلي اشرف طه
حاوره عبد الرزاق العطار
*برنامج المرسم الصغير له الفضل
في ولعي الشديد بالفن
*وضع اللمسات الأخيرة لكتابين منهجيين
*اثر الإنسان ومعالمه على جدران
وأزقة حبيبتي الموصل
*الفرد الموصلي البسيط هو صاحب
الدور الرئيسي في كل الإحداث التاريخية
رحت
استرسل في ناقلاتي للجدران في مرسمه المتواضع وأنا أسبح في ثنايا الأعمال الفنية
من ألألوان والأشكال فتارة أتأمل لوحة بالألوان
المائية وتارة أخرى أتأمل أعمالا بالزيت وشهدت أيضا كوكبة من الأعمال التي نجد خلفها
فنان دءوب إلى النهوض في واقع الفن
التشكيلي في نينوى
اشرف طه أتحفنا في أعماله المميزة فهو الممتلئ
بالحس والفكر والإبداع فقد أعطت إعماله طابعا مميزا وبأسلوب أكاديمي غرائبي محترف بألوان
ريشته وأنامله التي تتلاعب بشكل غزلي والذي منذ البداية أثر على نفسه أن يكون
محرابا لفنه بل كاهنا ومتصوفا وزاهدا ليجد نفسه فيما بعد بعيدا عن زخرف الحياة
الزائف والمفتعل ولينصرف الى كل ما هو رصينا ومبدع في كل مجالات وأجناس الإبداع
التي عمل عليها
بعد اللقاء القصير وتبادل التحايا بدأت سؤالي
بداياتك مع الرسم؟
* قبل إن أخبرك ببداياتي مع الرسم سأخبرك
ببداياتي واهتماماتي بالفن كيف كانت
كنت تلميذا في الابتدائية عندما كنت في طريقي إلى
المدرسة يستوقفني دكان في منطقة الساعة يعمل جراخ أي كان ينحت الخشب على شكل
عواميد كانت ستهويني هذه المهنة وهذه الطريقة في صناعة الإشكال من قطعة صماء إلى
شكل فني جميل صدقني كنت أقف بالساعات أمام
هذا الشخص وهو يعمل. وكان يستوقفني أيضا مصور(اراكس) الذي كان في منطقة الساعة
كانت تستهويني الصور واللقطات الفوتوغرافية التي كان يعرضها في محله وكان أيضا
شخصا وديعا جدا كان اسمه اينوف وكان من الأرمن وكان من الأشخاص الذين جذبوني ولفتو
انتباهي الى الفن وجمال المهنة الفنية في صنع الجمال
وكانت لي محاولات في التخطيط بالقلم الرصاص وكان للأستاذ
خالد جبر مقدم برنامج المرسم الصغير الفضل في ولعي الشديد بالفن جاء من متابعتي لبرنامجه وبعض
الأعمال الفنية التي كنت أشاهدها وأتأملها في محلات الإعلانات في المدينة
وبدأت في محاولات لتعلم فن الخط العربي في مدرسة الزهراء
في منطقة باب الجديد حيث كانت تقام فيها دورات لتعليم الخط العربي في العطلة
الصيفية
ماذا تعني لك اللوحة ؟
* اللوحة عالم
واسع وكبير جدا وكل لوحة او عمل فني مهما كان بسيطا وبغض النظر عن حجمه أو أبعاده
هو عالم وكيان خاص مستقل أو بمعنى أخر هو حالة وجدانية وفكرية خاصة بحد ذاتها ولا
تشبه سابقتها
أول لوحة رسمتها؟
* تعرفت لأول مرة على الألوان الزيتية في مرحلة الثاني متوسط فقد منحت الألوان
الزيتية أفقا جديدا في الفن فبدأت مباشرة الرسم وكنت مولعا برسم المناظر الطبيعية
تارة من الخيال وتارة أخرى بالنقل والاقتباس من صورة من مجلة او من لوحة قد
شاهدتها في احد الأمكنة لكن اختلفت الرؤية والتوجه بعد التحاقي في معهد الفنون
الجميلة فبدأت مرحلة جديدة في الفن التشكيلي والرسم بشكل خاص فبدأت مرحلة تهذيب
الموهبة وصقلها وفهم الرسم بشكل أكاديمي وصحيح
إلى أي مدرسة تنتمي؟
*أنا لا أحبذ
أن انتمي إلى مدرسة تشكيلية معينة لكن أين أجد نفسي
أنا احرص على أن لا أحجم نفسي واحد من خيالي وإبداعي
بالعمل وفق مميزات مدرسة أو اتجاه خاص وخاصة إنني إنسان كثير التنقل بأفكاري وأعمالي
هل تقصد انك سريع الملل؟
* ليست هي
سرعة الملل لكن اشعر إنني استنفذت طاقتي وإحساسي في نقطة ما قد تكون في عمل واحد أو
في سلسلة أعمال تمتد إلى العشرات من الأعمال حتى أحيانا تراني اعمل في عملين أو
لوحتين في نفس الوقت في طور العمل اقصد وليست الساعة مختلفين الاتجاه مثل أعمال
واقعية وأعمال تنتمي لأسلوبي الشخصي
كيف تصف أسلوبك الشخصي؟
* في عام 1998
أقمت معرضي الشخصي الأول وكان بجهود ذاتية وبمساعدة الأصدقاء والمقربين وحقيقة كان
انجازا عظيما وملحوظا في تلك الفترة على الرغم من قلة الإمكانيات وانعدام الدعم المادي وعدم اهتمام من الجهات المسؤولة عن الفن في المحافظة إضافة إلى الاحتكار الفني لبعض الأشخاص وعلما إن فناني المدينة يعانون من
هذا الاحتكار إلى حد الآن .عرضت 20 عملا فنيا 10 أعمال من فن الكولاج والألوان
المائية و10 أخرى تعبيريه وتجريديه ووحشيه
. فقد أخذت من كل مدرسة ثيمة خاصة وأردت أو
أحببت أن استلهم فيها فوصفني احد الأساتذة في معهد الفنون الجميلة وهو الأستاذ عبد
الكريم سليم عندما قال هذا الفنان الشاب أسلوبه غرائبي 000
هل هذه مدرسة تشكيلية ؟
* هي ليست
مدرسة تشكيلية بالمعنى الحقيقي مثل السريالية والانطباعية وغيرها لكن هو توجه قد
كان في نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين في الأدب الأمريكي وكان
رائد هذا الاتجاه الأديب الأمريكي المعروف ادغار الان يو وحقيقة في وقتها كنت قد قرأت
جميع مؤلفاته وقرأت أيضا للشاعر الانكليزي المعروف ت-س-اليوت فالغرائبية مزيج من
الدادائية والرمزية والتعبيرية علما إني قد تأثرت أيضا بالتعبيرية الألمانية
وبالخصوص بالرسام اميل نولدة فكان المعرض مزيج من مجموعة مدارس فنية وليست من
مدرسة تشكيلية واحدة فالنسبة لي كل شئ مباح في اللوحة المهم هو توصيل الإحساس
للمتلقي وبدون التقيد بأي قيد آو أسلوب كما كانت مقولة الفنان الرائع أستاذي
وصديقي وصاحب الفضل الكبير علي وعلى فني هو الفنان التشكيلي المرحوم لوثر اشيو ادم
كان يقول رحمة الله وضعت القواعد لكي تكسر فبتوجيهاته ونصائحه المستمرة أزدت إصرارا
على عدم اسر نفسي وفني بأي أسلوب أو مدرسة فالفن حرية وإحساس فإذا فقدت الحرية والإحساس
لن استطيع إنتاج فن والكثيرين قد سقطوا في شرك التقيد بمدرسة معينة أو أسلوب معين
كما كان يقول رحمة الله فلنجعل الإبداع هو بصمتنا وفعلا رحمه الله قد استطاع أن يجعل
الإبداع بصمته فالبعض يتهمني بنفس التهمة والبعض ينصحني مشكورا من أساتذة وأصدقاء
بان اجعل لك بصمة فقلت لهم وأقول دائما شاكرا لهم إنني لن استطيع أن احدد نفسي بأسلوب
معين أو مدرسة معينة بل أينما أجد نفسي سوف أكون فانا كالفراشة أحط على كافة أنواع
الزهور والحدائق
ما هي مشاريعك المقبلة؟
* كنت مقدما
على إقامة معرض مشترك مع بعض الزملاء لكن تم تأجيله لأسباب فنية لكني في صدد
وضع اللمسات الأخيرة لكتابين الأول كتاب
تعليمي ومنهجي لطلبة المرحلة الابتدائية لتعليمهم فن الرسم والكتاب الثاني كتاب
تعليمي لكيفية الرسم بالألوان المائية علما إني في الآونة الأخيرة وفي السنوات
الثلاثة الماضية قد انصب اهتمامي كثيرا على الألوان المائية ورسم مجموعة كبيرة من
اللوحات الواقعية والانطباعية بالألوان المائية فقد كان لي شغف بتسجيل المشهد او
نقل اللحظة الواقعية وبمعرفة الجميع بولعي برسم الأزقة في الموصل القديمة وتسليط
الضوء على اثر الإنسان ومعالمه على الجدران والأزقة في تلك الأمكنة العريقة التي
سجلت تفاني وحب وطيبة أهلنا البسطاء أصحاب النية الطيبة والمفعمة بروح المودة والألفة
فيما بينهم فلكل فنان رسالة يسعى لإيصالها إلى الجمهور وإلا لا يوجد فنان حقيقي لا
يحمل رسالة يسعى الى إيصالها إلى الجمهور او المتلقي مع المحافظة على خصوصية الطرح
والأسلوب في الطرح ورسالتي الان تسعى الى تسليط الضوء على المواطن او الفرد
الموصلي البسيط فهو صاحب الدور الرئيسي في
كل الأحداث التاريخية في الحروب وفي السلم وفي المعاناة وفي صناعة وكتابة التاريخ
فالقائد التاريخي مثلا ليس هو الفرد الوحيد الذي صنع انتصاراته بل السواد الأعظم
من الجيش والإفراد ولكن الانتصار يحسب الى شخص واحد فقط فهذا الشئ قمة الإجحاف
فرسالتي تتضمن ان من بنى وصنع أمجاد مدينتي الجميلة والعزيزة نينوى هم السواد الأعظم
من الشعب وليس القائد الفلاني والزعيم الفلاني ولا حتى المسؤول الفلاني بل أصحاب الأمجاد
هم سواعد الفقراء من أهل هذه البقعة المباركة والجميلة من الأرض فهذه هي رسالتي
التي أسعى الى ترجمتها في إعمالي وحتى في أعمالي الواقعية أتعمد على عدم رسم
الفكرات او الأشخاص في أعمالي لكي اجعل المكان هو البطل او المشهد هو البطل
والسارد الوحيد لقصة المكان فبأثر الإنسان يوجد الإنسان
C-v-
اشرف طه ياسين
من مواليد مدينة الموصل 1975
تخرج من معهد الفنون الجميلة 1996
تخرج من كلية الفنون الجميلة جامعة الموصل 2006
المعارض له معرض شخصي بعنوان انعكاسات من الذات 1998
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق